العابدين ويا أنيس المنفرين ويا حرز اللاجين ويا ظهر المنقطعين ويا من حبب إليه قلوب العارفين وبه نست أفئدة الصديقين وعليه عطفت رهبة الخائفين يا من أذاق قلوب العابدين لذيذ الحمد وحلاوة الانقطاع اليه يا من يقبل من تاب ويعفو عمن أناب ويدعو المولين كرما ويرفع المقبلين إليه تفضلا يا من يتأنى على الخاطئين ويحلم عن الجاهلين ويا من حل عقدة الرغبة من قلوب أوليائه ومحا شهوة الدنيا عن فكر قلوب خاصته وأهل محبته ومنحهم منازل القرب والولاية ويا من لا يضيع مطيعا ولا ينسى صبيا يا من منح بالنوال ويا من جاد بالاتصال يا ذا الذي استدرك بالتوبة ذنوبنا وكشف بالرحمة غمومنا وصفح عن جرمنا بعد جهلنا وأحسن إلينا بعد إساءتنا يا آنس وحشتنا ويا طبيب سقمنا يا غياث من أسقط بيده وتمكن حبل المعاصي وأسفر خدرا لحيا عن وجهه هب خدودنا للتراب بين يديك يا خير من قدر وأرأف من رحم وعفا .
حدثنا أحمد بن محمد بن مصقلة ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان قال سمعت ذا النون يقول أسألك باسمك الذي ابتدعت به عجائب الخلق في غوامض العلم يجود جلال جمال وجهك في عظيم عجيب تركيب أصناف جواهر لغاتها فخرت الملائكة سجدا لهيبتك من مخافتك أن تجعلنا من الذين سرحت أرواحهم في العلى وحطت همم قلوبهم في مغلبات الهوى حتى أناخوا في رياض النعيم وجنوا من ثمار التسنيم وشربوا بكأس العشق وخاضوا لجج السرور واستظلوا تحت فناء الكرامة اللهم اجعلنا من الذين شربوا بكأس الصفا فأورثهم الصبر على طول البلا حتى توليت قلوبهم في الملكوت وجالت بين سرائر حجب الجبروت ومالت أرواحهم في ظل برد نسيم المشتاقين الذين أناخوا في رياض الراحة ومعدن العز وعرصات المخلدين .
حدثنا أبي ثنا سعيد بن أحمد ثنا عثمان قال سمعت ذا النون يقول اعتل رجل من إخواني فكتب إلي أن أدعو الله لي فكتبت إليه سألتني أن أدعو