به كتابه وبنى عليه كلامه قال محمد بن أسلم فبدء الإيمان من قب الله فضل منه ورحمة ومن يمن به على من يشاء من عباده فيقذف في قلبه نورا ينور به قلبه ويشرح به صدره ويزيد في قلبه الإيمان ويحببه إليه فإذا نور قلبه وزين فيه الإيمان وحببه إليه آمن قلبه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر كله خيره وشره وآمن بالبعث والحساب والجنة والنار حتى كأنه ينظر إلى ذلك وذلك من النور الذي قذفه الله في قلبه فإذا آمن قلبه نطق لسانه مصدقا لما آمن به القلب وأقر بذلك وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأ هذه الأشياء التي آمن بها القلب فهي حق قإذا آمن القلب وشهد اللسان عملت الجوارح فأطاعت أمر الله وعملت بعمل الإيمان وأدت حق الله عليها في فرائضه وانتهت عن محارم الله إيمانا وتصديقا بما في القلب ونطق به اللسان فإذا فعل ذلك كان مؤمنا وقد بين الله ذلك في كتابه وأن بدء الإيمان من قبله فقال تعالى ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وقال أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه أفلا يرون أن هذا التزيين وهذا النور من عطية الله ورزقه يعطي من يشاء كما يشاء أترى أن الناس يمرون وقال في كتابه والذين أوتوا العلم والإيمان وقال رسول الله A للحارث بن مالك عبد نور الله الإيمان في قلبه وقال نور يقذف في القلب فينشرح وينفسح ثم بين الرسول أنه يتبين عل المؤمن إيمانه بالعمل حين قيل له هل له علامة يعرف بها قال نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله ألا ترون أنه قد بين أن إيمانه يعرف بالعمل لا بالقول وقد بين أن الإيمان الذي في القلب ينفعه إذا عمل بعمل الإيمان فإذا عمل بعمل الإيمان تتبين علامة إيمانه أنه مؤمن فهذا كلامه الذي عليه ابتناء الكتاب وأنه جعل الإعمال علامة للإيمان وأن الإيمان هو تصديق القلب وأن اللسان شاهد يشهد ومعبر يعبر عما في القلب لا أن الشاهد المعبر نفس الإيمان من دون تصديق القلب على ما زعمت الكرامية وضمن هذا الكتاب من الآثار المسندة وقول