من تلك الواحدة فكيف وقد قال كلها في النار إلا واحدة قال عبدالله صحبت محمد بن أسلم نيفا وعشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة ولا يسبح ولا يقرأ حيث أراه ولم يكن أحد أعلم بسره وعلانيته مني وسمعته يحلف كذا كذا مرة أن لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت ولكن لا أستطيع ذلك خوفا من الرياء لأن النبي A قال اليسير من الرياء شرك ثم أخذ حجرا صغيرا فوضعه على كفه فقال أليس هذا حجرا قلت بلى قال أوليس هذا الجبل حجرا قلت بلى قال فالاسم يقع على الكبير والصغير أنه حجر فكذلك الرياء قليله وكثيره شرك وكان محمد يدخل بيتا ويغلق بابه ويدخل معه كوزا من ماء فلم أدر ما يصنع حتى سمعت ابنا له صغيرا يبكي بكاءه فنهته أمه فقلت لها ما هذا البكاء فقالت إن أبا الحسن يدخل هذا البيت فيقرأالقرآن ويبكي فيسمعه الصبي فيحكيه فكان إذا أراد أن يخرج غسل وجهه واكتحل فلا يرى عليه أثر البكاء أو كان محمد يصل قوما ويعطيهم ويكسوهم فيبعث إليهم ويقول للرسول انظر ان لا يعلموا من بعثه إليهم فيأتيهم هو بالليل فيذهب به إليهم ويخفي نفسه فربمابلى ثيابهم ونفد ما عندهم ولا يدرون من الذي أعطاهم ولا أعلم منذ صحبته وصل أحدا بأقل من مائة درهم إلا أن لا يمكنه ذلك وأكلت عند محمد ذات يوم ثريدا في بريدا فقلت له يا أبا الحسن مالك تأتبني بثريد بارد هكذا تأكله قال يا أبا عبدالله إني إنما طلبت العلم لأعمل به وقد روي عن النبي A ليس في الحار بركة وكنت أخبز له فما نخلت له دقيقا قط إلا أن أغضبه وكان يقول اشتر لي شعيرا أسود قد تركه الناس فإنه يصير إلى الكنيف ولا تشتر لي إلا ما يكفيني يوما بيوم وأردت أن أخرج إلى بعض القرى ولا أرجع نحوا من أربعة أشهر فاشتريت له عدل شعير أبيض جيدا فنقيته وطحنته ثم أتيته به فقلت إني أريد أن أخرج إلى بعض القرى فأغيب فيه واشتريت لك هذا الطعام لتأكل منه حتى أرجع فقال لي نقيته لي وجودته لي قلت نعم فتغير لونه وقال إن كنت تقيدت