استزللت هذين الرجلين وسننت هذا الأمر وإنما أنت ثعلب رواغ لا تخرج من جحر إلا دخلت في آخر فقال ابن الزبير ليس بي شقاق ولكن أكره أن أبايع رجلين أيكما أطيع بعد أن أعطيكما العهود والمواثيق فإن كنت مللت الامارة فبايع ليزيد فنحن نبايعه معك فقام معاوية حين أبوا عليه فقال ألا إن حديث الناس ذات غور وقد كان بلغني عن هؤلاء الرهط أحاديث وجدتها كذبا وقد سمعوا وأطاعوا ودخلوا في صلح ما دخلت فيه الأمة .
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحوطي وعمرو بن عثمان قالا ثنا شعيب بن اسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه أن يزيد بن معاوية كتب إلى عبدالله بن الزبير إني قد بعثت بسلسلة من فضة وقيدين من ذهب وجامعة من فضة وحلفت بالله لتأتيني في ذلك فألقى عبدالله بن الزبير الكتاب وقال ... ولا ألين لغير الحق أسأله ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر .
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا يزيد بن المبارك ثنا عبدالملك بن عبدالرحمن الزماري ثنا القاسم بن معن عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات معاوية تثاقل عبدالله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأقسم لا يؤتى به إلا مغلولا وإلا أرسل إليه فقيل لابن الزبير ألا نصنع لك غلا من فضة تلبس عليه الثوب وتبر قسمه فالصلح أجمل بك قال لا أبر والله قسمه ثم قال ... ولا ألين لغير الحق أسأله ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر ... ثم قال والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة سوط في ذل ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية فبعث إليه يزيد حصين بن نمير الكندي وقال له يا ابن برذعة الحمار احذر خدائع قريش ولا تعاملهم إلا بالثقاف ثم القطاف فورد حصين مكة فقاتل بها ابن الزبير وأحرق الكعبة ثم بلغه موت يزيد فهرب فلما مات يزيد دعا مروان بن الحكم إلى نفسه ثم