فمادت الأرض أو كادت تميد بنا ... كأنما مضر أركانها انقلعا ... ثم انبعثنا الى حوض مزممة ... نرمي العجاج بها لا تأملي سرعا ... فما نبالي إذا بلغن أرجلنا ... ما يأت منهن بالمرماة أو طلعا ... أودى ابن هند وأودى المجد يتبعه ... كانا جميعا خليطا حطتان معا ... أغر أملح يستسقي الغمام به ... لو قارع الناس عن أحلامهم قرعا ... لا يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا ... يوما لديه ولا يوهون ما رقعا ... قال فانتهى يزيد الى الباب وبه عثمان بن عنبسة قال فقال له مالك بجنب عن أمير المؤمنين قال فأخذ بيده فأدخله على معاوية فاذا هو مغمى عليه قال فانكب عليه يزيد ثم التفت إلى عثمان بن عنبسة فقال إنا لله وإنا إليه راجعون يا عثمان ... لو فات شيء لقات أبو ... حيان لا عاجز ولا وكل ... الحول القلب الاريب فما ... تنفع وقت المنية الحول ... قال صه فرفع معاوية رأسه فقال هو ذاك يا بني والله ما أصبحت أتخوف على شيء فعلته إلا ما فعلته في أمرك فاذا أنا مت فانظر كيف يكون صحبت رسول الله A في غزوة تبوك وتبعته باداوة من ماء أصبه عليه فقال ألا أكسوك قلت بلى يا رسول الله فكساني احدى قميصه الذي بلى جلده وقد أخذ رسول الله A من شعره وأظفاره فأخذت وهو في موضع كذا فاذا أنا مت فأشعرني ذلك القميص دون كفني واجعل ذلك الشعر والأظفار في فمي وفي منخري فان يقع شيء فذاك وإلا فان الله غفور رحيم قال ثم توفي معاوية فأقام ثلاثة لا يخرج الى الناس حتى قال الناس قد اشتغل يزيد بشرب الخمر ثم خرج إليهم في اليوم الرابع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان معاوية بن أبي سفيان كان حبلا من حبال الله مده مادة ثم قطعه دون من قبله وفوق من بعده ولست أعتذر ولا أتشاغل بطلب العلم على رسلكم اذا كره الله شيئا غيره ثم نزل .
قال حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم C قال كان الشافعي عامة