واستعد للموت وبادر الفوت واعلم أن أمامك أهوالا وأفزاعا قدفزعت منها الأنبياءوالرسل والسلام .
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا احمد بن محمد بن عمر ثنا ابو بكر بن عبيد ثنا محمد بن حميد بن عبدالرحمن بن يوسف الأصبهاني قال وجدت كتابا عند جدي عبدالرحمن من أخيه محمد بن يوسف الى عبدالرحمن ابن يوسف سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله الا هو أما بعد فاني أحذرك متحولك من دار مهلتك الى دارإقامتك وجزاء أعمالك فتصير في قرار باطن الأرض بعد ظاهرها فيأتيانك منكر ونكير فيقعدانك فان يكن الله معك فلا بأس ولا وحشة ولا فاقة وإن يكن غير ذلك فأعاذني الله وإياك من سوء مصرع وضيق مضجع ثم يتبعك صيحة الحشر ونفخ الصور 1 الجبار بعد فصل القضاء للخلائق فخلت الأرض من أهلها والسموات من سكانها فبادرت الاسرار وأسعرت النار ووضعت الموازين وجيء بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين فكم من مفتضح ومستور وكم من هالك وناج وكم من معذب ومرحوم فيا ليت شعري ما حالي وحالك يومئذ ففي هذا ما هدم اللذات وسلا عن الشهوات وقصر الأمل واستيقظ الباغون وحذر الغافلون أعاننا الله وإياك على هذا الخطر العظيم وأوقع الدنيا والآخرة من قلبي وقلبك موقعها بين قلوب المتقين فانما نحن به وله .
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا احمد بن الحسين ثنا احمد بن ابراهيم سمعت رجلا من أهل أصبهان يحدث عبدالرحمن بن مهدي قال كتب أخو محمد بن يوسف يشكو إليه خبر العمال فكتب إليه يا أخي بلغني كتابك تذكر ما أنتم فيه وأنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة وما أرى ما أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب كان محمد بن يوسف ممن عظمت عنايته فقلت روايته عمر أيامه