بغداد اجتمع عليه أهل بغداد فقالوا له يا أبا عبدالرحمن أنت رجل ألكن أعجمي ليس يكلمك أحد إلا قطعته قال معي ثلاث خصال بهن أظهر على خصمي قالوا أي شيء هي قال أفرح إذا أصاب خصمي وأحزن إذا أخطأ وأحفظ نفسي أن لا أتجهل عليه فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال سبحان الله ما أعقله قوموا بنا حتى نسير إليه فلما دخلوا قالوا له أبا عبدالرحمن ما السلامة من الدنيا قال حاتم يا أبا عبدالله لا تسلم من الدنيا حتى يكون معك أربع خصال قال أي شيء هي يا أبا عبدالرحمن قال تغفر للقوم جهلهم وتمنع جهلك عنهم وتبذل لهم شيئك وتكون من شيئهم آيسا فإذا كان هذا سلمت ثم سار إلى المدينة فاستقبله أهل المدينة فقال يا قوم أي مدينة هذه قالوا مدينة رسول الله A قال فأين قصر رسول الله A فأصلي فيه ركعتين قالوا ما كان له قصر إنما كان له بيت لاطيء قال فأين قصور أصحابه بعده قالوا ما كان لهم قصور إنما كان لهم بيوت لاطئة قال حاتم يا قوم فهذه مدينة فرعون وجنوده فذهبوا به إلى السلطان فقالوا هذا العجمي يقول هذه مدينة فرعون وجنوده قال الوالي ولم ذاك قال حاتم لا تعجل علي أنا رجل عجمي غريب دخلت المدينة فقلت مدينة من هذه قالوا مدينة رسول الله A قلت فأين قصر رسول الله A فأصلي فيه ركعتين قالوا ما كان له قصر إنما كان له بيت لاطىء قلت فلا صحابه بعده قالوا ما كان لهم قصور إنما كان لهم بيوت لاطية وقال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فأنتم بمن تأسيتم برسول الله A وأصحابه أو بفرعون أول من بنى بالجص والآجر فخلوا عنه وعرفوه فكان حاتم كلما دخل المدينة يجلس عند قبر النبي A يحدث ويدعو فاجتمع علماء المدينة فقالوا تعالوا حتى نخجله في مجلسه فجاؤه ومجلسه غاص بأهله فقالوا يا أبا عبدالرحمن مسألة نسألك قال سلوا قالوا ما تقول في رجل يقول اللهم ارزقني قال حاتم متى طلب هذا الرزق في الوقت أم قبل الرزق قالوا