قوسي ووصلت سهمي فلا أدعه يقربني قال أحسنت فما الرابعة قال رأيت الناس لهم طالب كل واحد منهم يوما واجدا فرأيت ذلك ملك الموت ففرغت له نفسي حتى إذا جاء لا ينبغي أن أمسكه فأمضي معه قال أحسنت فما الخامسة قال نظرت في هذا الخلق فأحببت واحدا وأبغضت واحدا فالذي أحببته لم يعطني والذي أبغضته لم يأخذ مني شيئا فقلت من أين أتيت هذا فرأيت أني أتيت هذا من قبل الحسد فطرحت الحسد من قلبي فأحببت الناس كلهم فكل شيء لم أرضه لنفس لم أرضه لهم قال أحسنت فما السادسة قال رأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوى ورأيت مأواي القبر فكل شيء قدرت عليه من الخير قدمته لنفسي حتى أعمر قبري فإن القبر إذا لم يكن عامرا لم يستطع القيام فيه فقال شقيق عليك بهذه الخصال الستة فإنك لا تحتاج إلى علم غيره .
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا العباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أبو عبدالله الخواص وكان من أصحاب حاتم قال دخلت مع أبي عبدالرحمن حاتم الأصم الري ومعنا ثلاثمائة وعشرون رجلا نريد الحج وعليهم الصوف والذرنيانقات ليس معهم شراب ولا طعام فدخلنا الري فدخلنا على رجل من التجار متنسك يحب المتقشفين فأضافنا تلك الليلة فلما كان من الغد قال لحاتم يا أبا عبدالرحمن لك حاجة فإني أريد أن أعود فقيها لنا هو عليل فقال حاتم إن كان لكم فقيه عليل فعيادة الفقيه لها فضل والنظر إلى الفقيه عبادة وأنا أيضا أجىء معك وكان العليل محمد بن مقاتل قاضي الري فقال سر بنا يا أبا عبدالرحمن فجاءوا إلى الباب فإذا باب مشرف حسن فبقي حاتم متفكرا باب عالم على هذه الحال ثم أذن لهم فدخلوا فإذا دار نور وأذا فوة وأمتعة وستور وجمع فبقي حاتم متفكرا ثم دخل إلى المجلس الذي هو فيه فإذا بفرش وطيئة وإذا هو راقد عليها وعند رأسه غلام ومدية فقعد الرازي وسأله به وحاتم قائم فأومى إليه ابن مقاتل اقعد فقال لا أقعد فقال له ابن مقاتل لعل لك حاجة قال نعم قال