حدثنا اسحاق بن احمد ثنا ابراهيم بن يوسف ثنا احمد بن ابي الحواري ثنا أبو الوليد صاحب ابراهيم بن أدهم قال كان ابراهيم وأصحابه يمنعون أنفسهم أربعا لذة الماء والحمامات والحذاء ولا يجعلون في الملح أبزارا .
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد بن إسحاق العسكري ثنا عبدان بن احمد ثنا إسحاق بن الضيف ثنا أبو حفص عمر بن عيسى عن أبيه قال خرجت مع إبراهيم بن أدهم الى مكة وكان ابراهيم إذا خرج الى مكة لم يأخذ على الطريق قال وكنا أربعة رفقاء فسرنا على غير الطريق حتى جئنا الى المدينة قال فاكترينا بيتا بالمدينة ونزلنا فيه فقال إبراهيم نحن أربعة خدمة البيت وما يصلحنا لمعاشنا وإفطارنا وحوائجنا كل يوم على رجل منا والثلاثة يذهبون الى المسجد وينتشرون في حوائجهم قبا ومقابر الشهداء قال فانا ليوما جلوس في البيت إذ أقبل رجل آدم عليه قميص جديد وفي رجله خف وعليه عمامة ومعه مزود يحمله فدخل الينا وسلم وقال أين إبراهيم قلنا هذا منزله وقد ذهب في حاجة قال فمضى ولم يكلمنا قال فرجع إبراهيم والرجل معه والمزود على عنقه قال فكان معنا في البيت أياما فاذا حضر غداء أو عشاء تنحى الرجل ناحية وخلا بمزوده قال وأقبلنا نحن على غذائنا أو عشائنا وابراهيم في كل ذلك لا يدعوه ولا يسأله أن يأكل معنا فقال فلما كان بعد ثلاث قال لإبراهيم إني أريد الخرج قال له إبراهيم فمتى عزمت قال الليلة قال ثم خرج فذهب وذهب ابراهيم معه قال بعض أصحابنا إن هذا الرجل له قصة ابراهيم لا يدعوه ولا يأكل معنا وهو مقبل على هذا المزود والله لأفتحنه فانظر أي شيء فيه ففتحه فاذا فيه عظام قال فشده وجاء الرجل فأخذ المزود وأنكر رباطه قال فنظر في وجوهنا ومضى فلما أن ذهب قال بعضنا لإبراهيم يا أبا إسحاق هذا الرجل الذي كان عندنا ما كان أعجب أمره ما كان يأكل معنا وما كنت تدعوه ولقد ذهب فلان فنظر في مزوده فإذا فيه عظام قال فتغير وجه ابراهيم وأنكر ذلك على الرجل وقال ما أحسبك تصحبني في سفر بعد هذا لم نظرت في مزوده ذاك رجل من الجن وأخانا في الله فليس من بلد أدخله إلا جاءنا فكان معي