ابن حيي وأمهما قد جزؤا الليل ثلاثة أجزاء فكان علي يقوم الثلث ثم ينام ويقوم الحسن الثلث ثم ينام وتقوم أمهم الثلث ثم ماتت أمهما فجزآالليل بينهما فكانا يقومان به حتى الصباح ثم مات علي فقام الحسن به كله .
حدثنا أبو محمد بن حيان إملاء ثنا عبدالرحمن بن محمد بن إدريس ثنا محمد بن يحيى الواسطي ثنا محمد بن بشير ثنا عبدالقدوس بن بكر بن خنيس قال كان الحسن بن صالح وأخوه علي وكان علي يفضل عليه وكان يقرآن القرآن وأمهما يتعاونون على العبادة بالليل لا ينامون وبالنهار لا يفطرون فلما ماتت أمهما تعاونا على القيام والصيام عنهما وعن أمهما فلما مات علي قام الحسن عن نفسه وعنهما وكان يقال للحسن حية الوادي يعني لا ينام بالليل وكان يقول إني أستحيي من الله تعالى أن أنام تكلفا حتى يكون النوم هو الذي يصير عني فإذا أنا نمت ثم استيقظت ثم عدت نائما فلا أرقد الله عيني وكان لا يقبل من أحد شيئا فيجيء إليه صبيه وهو في المسجد فيقول أنا جائع فيعلله بشيء حتى يذهب الخادم إلى السوق فيبيع ما غزلت مولاته من الليل ويشتري قطنا ويشتري شيئا من الشعير فيجيء به فتطحنه ثم تعجنه فتخبز ما يأكل الصبيان والخادم وترفع له ولأهله لإفطارهما فلم يزل على ذلك C .
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن بحر ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه والخشوع من الحسن بن صالح بن حيي قام ليلة عم يتسألون فغشي عليه فلم يختمها حتى طلع الفجر .
حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني أبي ثنا سليمان بن إدريس المقري قال اشتهى الحسن بن صالح سمكة فلما أتي بها ومد يده إلى سرة السمكة فاضطربت يده فأمر به فرفع ولم يأكل منه شيئا فقيل له في ذلك فقال إني ذكرت لما ضربت بيدى إلى بطنها أن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فلم أقدر أن أذوقه