راك لا تنسى حذيرك فاجعل حذيرا لا ينساك قال فرجع إلى أبي الدرداء فأخبره فقال ولي النعمة ربها .
حدثنا محمد بن أحمد المؤذن ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا حبان بن هلال ثنا سعيد حدثني من سمع وهب بن منبه يقول كان ملك من ملوك الأرض أراد أن يركب إلى أرض فدعا بثياب يلبسها فجيء بثياب فلم تعجبه فقال ائتوني بثياب كذا وكذا حتى عد أصنافا من الثياب كل ذلك لا يعجبه حتى جيء بثياب وافقته فلبسها ثم قال جيئوني بدابة كذا فجيء بها فلم تعجبه ثم قال جيئوني بدابة كذا فجيء بها فلم تعجبه حتى جيء بدابة وافقته فركبها فلما ركبها جاء إبليس فنفخ في منخره نفخة فعلاه كبرا قال وسار وسارت الخيول معه قال فهو رافع رأسه لا ينظر إلى الناس كبرا وعظما فجاءه رجل ضعيف رث الهيئة فسلم عليه فلم يرد عليه السلام ولم ينظر اليه فقال له إنه لي إليك حاجة فلم يسمع كلامه قال فجاء حتى أخذ بلجام دابته فقال أرسل لجام دابتي فقد تعاطيت مني أمرا لم يتعاطه مني أحد قال إن لي إليك حاجة قال أنزل فتلقاني قال لا الآن قال فقهره على لجام دابته فلما رأى أنه قد قهره قال حاجتك قال إنها سر أريد أن أسرها إليك قال فأدنى رأسه إليه فساره قال أنا ملك الموت قال فانقطع وتغير لونه واضطرب لسانه ثم قال دعني حتى آتي أرضي هذه التي خرجت اليها وأرجع من موكبي ثم تمضي في أمرك قال والله لا ترى أرضك أبدا ولا والله لا ترجع من موكبك هذا أبدا قال دعني حتى أرجع إلى أهلي فأقضي حاجة إن كانت قال لا والله لا ترى أهلك وثقلك أبدا قال فقبض روحه مكانه فخر كأنه خشبة قال الجريري وبلغني أيضا أنه لقي عبدا مؤمنا في تلك الحال فسلم عليه فرد عليه السلام فقال إن لي إليك حاجة قال هلم فاذكر حاجتك قال إنها سر فيما بيني وبينك قال فأدنى إليه رأسه ليساره بحاجته فساره فقال أنا ملك الموت قال مرحبا وأهلا مرحبا بمن طالت غيبته علي فوالله ما كان في الأرض غائب أحب إلي أن ألقاه منك قال فقال له ملك الموت اقض حاجتك