الطاهرة واختياره للآخرة فمن تخلق بأخلاق الرسول A وتخير ما اختاره ورغب فيما فيه رغب وتنكب عما عنه نكب وأخذ بما إليه ندب فقد صفا من الكدر ونحى من العكر ونجي من الغير ومن عدل عن سمته ونهجه وعول على حكم نفسه وهرجه وسعى لبطنه وفرجه كان من التصوف خاليا وفي التجاهل ساعيا وعن خطير الأحوال ساهيا .
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا نصر بن طريف عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن سويد بن غفلة أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خرج ذات يوم فاستقبله النبي A فقال له بم بعثت يا رسول الله قال بالعقل قال فكيف لنا بالعقل فقال النبي A إن العقل لا غاية له ولكن من أحل حلال الله وحرم حرامه سمي عاقلا فان اجتهد بعد ذلك سمي عابدا فان اجتهد بعد ذلك سمي جوادا فمن اجتهد في العبادة وسمح في نوائب المعروف بلا حظ من عقل يدله على اتباع أمر الله D واجتناب ما نهى الله عنه فأولئك هم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عمران بن الجنيد ثنا محمد بن عبدك ثنا سليمان بن عيسى عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله A يقول قسم الله D العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله ومن لم يكن فيه فلا عقل له حسن المعرفة بالله D وحسن الطاعة لله D وحسن الصبر على ما أمر الله D قال الشيخ C فكيف ينسب إلى التصوف من إذا عورض في حقيقة معرفة الله D كل عنها وخلط فيها وإذا طولب بموجب الطاعة فيها جهلها وتخبط فيها وإذا امتحن بمحنة يجب الصبر عليها وعنها جزع 1 وعجز وسادة علماء المتصوفة تكلمت في التصوف وأجابت عن حدوده ومعانيه