عليه وقلتم أنتم إن إبليس وأولياءه من الجن قد كانوا ملكوا رد علم الله والخروج من قسمه الذي أقسم به إذ قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين حتى لا ينفذ له علم إلا بعد مشيئتهم فماذا تريدون بهلكة أنفسكم في رد علم الله فإن الله D لم يشهدكم خلق أنفسكم فكيف يحبط جهلكم بعلمه وعلم الله ليس بمقصر عن شيء هو كائن ولا يسبق علمه في شيء فيقدر أحد على رده فلو كنتم تنتقلون في كل ساعة من شيء إلى شيء هو كائن لكانت مواقعكم عنده ولقد علمت الملائكة قبل خلق آدم ما هو كائن من العباد في الأرض من الفساد وسفك الدماء فيها وما كان لهم في الغيب من علم فكان في علم الله الفساد وسفك الدماء وما قالوا تخرصا إلا بتعليم العليم الحكيم لهم فظن ذلك منهم وقد أنطقهم به فأنكرتم أن الله أزاغ قوما قبل أن يزيغوا وأضل قوما قبل أن يضلوا وهذا مما لا يشك فيه المؤمنون بالله إن الله قد عرف قبل أن يخلق العباد مؤمنهم من كافرهم وبرهم من فاجرهم وكيف يستطيع عبد هو عند الله مؤمن أن يكون كافرا أو هو عند الله كافر أن يكون مؤمنا والله تعالى يقول أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فهو في الضلالة ليس بخارج منها أبدا إلا بإذن الله ثم آخرون اتخذوا من بعد الهدى عجلا جسدا فضلوا به فعفى عنهم لعلهم يشكرون فصاروا من أمة قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وصاروا ألى ما سبق لهم ثم ضلت ثمود بعد الهدى فلم يعف عنهم ولم يرحموا فصاروا في علمه إلى صيحة واحدة فإذا هم خامدون فنفذوا الى ما سبق لهم أن صالحا رسولهم وأن الناقة فتنة لهم وأنه مميتهم كفارا فعقروها وكان إبليس فيما كانت فيه الملائكة من التسبيح والعبادة ابتلى فعصى فلم يرحم وابتلى آدم فعصى فرحم وهم آدم بالخطيئة فنسي وهم يوسف بالخطيئة فعصم فأين كانت الاستطاعة عند ذلك هل كانت تغني شيئا فيما كان من ذلك حتى لا يكون أو تغني فيما لم يكن حتى يكون فتعرف لكم بذلك حجة بل الله أعز مما تصفون وأقدر