أما ما وكلكم به فتضيعون وأما ما تكفل لكم به فتطلبون ما هكذا نعت الله عباده المؤمنين أذووا عقول في طلب الدنيا وبله عما خلقتم له فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعة الله فكذلك أشفقوا من عقاب الله بما تنتهكون من معاصي الله .
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي ثنا الضحاك بن عبدالرحمن بن أبي حوشب قال سمعت بلال بن سعد يقول أربع خصال جاريات عليكم من الرحمن مع ظلمكم أنفسكم وخطاياكم أما رزقه فدار عليكم وأما رحمته فغير محجوبة عنكم وأما ستره فسابغ عليكم وأما عقابه فلم يعجل لكم ثم أنتم على ذلك لاهون تجترؤن على إلهكم أنتم تكلمون ويوشك الله تعالى يتكلم وتسكنون ثم يثور من أعمالكم دخان تسود منه الوجوه فاتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون عباد الرحمن لو غفرت لكم خطاياكم الماضية لكان فيما تستقبلون شغل ولو عملتم بما تعلمون لكنتم عباد الله حقا .
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا العباس بن الوليد قال أخبرني أبي ثنا الضحاك بن عبدالرحمن بن أبي حوشب قال سمعت بلال بن سعد يقول في موعظته عباد الرحمن لو سلمتم من الخطايا فلم تعملوا فيما بينكم وبين الله خطيئة ولم تتركوا لله طاعة إلا جهدتم أنفسكم في أدائها إلا حبكم الدنيا لوسعكم ذلك شرا إلا أن يتجاوز الله ويعفو قال وسمعته يقول عباد الرحمن اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال وفي دار زوال لدار مقام وفي دار نصنب وحزن لدار نعيم وخلد ومن لم يعمل على اليقين فلا يغتر .
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا العباس بن الوليد حدثني أبي ثنا الضحاك قال سمعت بلال بن سعد يقول عباد الرحمن هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبل منكم أو شيئا من خطاياكم غفر لكم أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض