الحسين حدثني عبدالله بن عثمان بن حمزة بن عبدالله بن عمر حدثني عمار ابن عمرو البجلي سمعت عمر بن ذر يقول لما رأى العابدون الليل قد هجم عليهم ونظروا الى أهل السآمة والغفلة قد سكنوا الى فرشهم ورجعوا الى ملاذهم من الضجعة والنوم قاموا الى الله فرحين مستبشرين بما قد وهب لهم من حسن عبادة السهر وطول التهجد فاستقبلوا الليل بأبدانهم وباشروا ظلمته بصفاح وجوههم فانقضى عنهم الليل وما انقضت لذتهم من التلاوة ولا ملت أبدانهم من طول العبادة فأصبح الفريقان وقد ولى عنهم الليل بربح وغبن أصبح هؤلاء قد ملوا النوم والراحة وأصبح هؤلاء متطلعين الى مجيء الليل للعبادة شتان ما بين الفريقين فاعملوا لأنفسكم رحمك الله في هذا الليل وسواده فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار والمحروم من حرم خيرهما إنما جعلا سبيلا للمؤمنين الى طاعة ربهم ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم فأحيوا لله أنفسكم بذكره فإنما تحيى القلوب بذكر الله كم من قائم في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومته عند ما يرى من كرامة الله للعابدين غدا فاغتنموا ممر الساعات والليالي والأيام رحمكم الله .
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا احمد بن الحسين بن نصر ثنا احمد بن ابراهيم ثنا ابو نعيم عن عمر بن ذر قال ما أغفل الناس عما خلوتم به وغدوتم اليه فاتقوا الله مما تكاتمون ألا تبادرون كلمتنا وقد قرب وهذا مقعد العائذين بك أما والله لو أعلم أني أبر ما افتررت ضاحكا حتى أعلم مالي مما علي ولكنا اذا قمنا عما ترون عندنا الى ما تعلمون قال أبو نعيم وقرأ يوما الحاقة حتى بلغ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه ثم قال حمل ورب الكعبة ظنه على اليقين ثم نادى مسفر وجهه ثلج قلبه مطلقة يداه وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه فأخذ ابن ذر يقول صدقت يا كذاب صدقت يا كذاب ينادي مسود وجهه كاسف باله مغلولة يداه الى عنقه وقال أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى علينا