ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيد حجر حتى أكبوا علي بكل عظم وحجر ومدر فضرجوني بدمي فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وسومت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا من ماء زمزم قال فلما أتيت رسول الله A أخذ بيدي أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال يا أبا ذر فقلت لبيك يا أبا بكر فقال هل كنت تأله في جاهليتك قال قلت نعم لقد رأيتني أقوم عند الشمس فلا أزال مصليا حتى يؤذيني حرها فأخر كأني خفاء فقال لي فأين كنت توجه فقلت لا أدري إلا حيث يوجهني الله D حتى أدخل الله علي الإسلام .
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قطن بن نسير ثنا جعفر بن سليم ثنا أبو طاهر عن أبي يزيد المدني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال أقمت مع رسول الله A بمكة فعلمني الإسلام وقرأت من القرآن شيئا فقلت يا رسول الله إني أريد أن أظهر ديني فقال رسول الله A إني أخاف عليك أن تقتل قلت لا بد منه وإن قتلت قال فسكت عني فجئت وقريش حلقا يتحدثون في المسجد فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فانتقضت الخلق فقاموا فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر وكانوا يرون أنهم قد قتلوني فأفقت فجئت إلى رسول الله A فرأى ما بي من الحال فقال لي ألم أنهك فقلت يا رسول الله كانت حاجة في نفسي فقضيتها فأقمت مع رسول الله A فقال إلحق بقومك فاذا بلغك ظهوري فأتني .
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عمرو بن حكام ثنا المثنى بن سعيد ثنا أبو جمرة أن ابن عباس أخبرهم عن بدو إسلام أبي ذر قال دخل أبو ذر على رسول الله A فقال يا رسول الله مرني بما شئت فقال ارجع إلى أهلك حتى يأتيك خبري فقلت والله ما كنت لأرجع حتى أصرخ بالإسلام فخرج إلى المسجد فصاح بأعلا صوته فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقال المشركون