والعباد الذين انقرضوا على عهد رسول الله A ولم تكلمهم الدنيا منهم من هو مسمى مذكور كزيد بن الدثنة المقتول بالرجيع مع أصحابه وكالمنذر بن عمرو بن عمرو وحرام بن ملحان المقتولين ببئر معونة ذكرنا بعض أحوالهم في كتاب المعرفة وهم لا يحصون كثرة عبروا الدنيا راضين عن الله مرضيا عنهم لم يتدنسوا بما فتح عليهم من زهرة الدنيا افتتانا ولحقوا بمولاهم الذي أولاهم السلامة امتنانا والناجي من نحا نحوهم واستن بسنتهم استنانا .
فقد حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رعلا وذكوان وعصية أتوا النبي A فاستمدوه على قومهم فأمدهم بسبعين رجلا من الأنصار كانوا يدعون القراء يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل فلما بلغوا بئر معونة غدروا بهم فقتلوهم فبلغ ذلك النبي A فقنت شهرا في صلاة الصبح يدعو الله على رعل وذكوان وعصية فقرأنا بهم قرآنا ثم إن ذلك رفع ونسي بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ورواه ثابت البناني عن أنس بن مالك حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب ثنا علي بن الصقر ثنا عفان بن مسلم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال ذكر أنس بن مالك سبعين رجلا من الأنصار كانوا إذا جنهم الليل آووا إلى معلم لهم بالمدينة يبيتون يدرسون القرآن فإذا أصبحوا فمن كانت عنده قوة أصاب من الحطب واستعذب من الماء ومن كانت عنده سعة أصابوا الشاة فأصلحوها فكانت تصبح معلقة بحجر رسول الله A فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله A فكان فيهم خالي حرام بن ملحان فأتوا على حي من بني سليم فقال حرام لأميرهم ألا أخبر هؤلاء إنا لسنا إياهم نريد فيخلوا وجوهنا قالوا نعم فأتاهم فقال لهم ذلك فاستقبله رجل برمح فأنفذه به فلما وجد حرام مس الرمح في جوفه قال الله أكبر فزت ورب الكعبة فانطووا عليهم فما بقي منهم مخبر فما