غوث بن جابر ثنا عقيل بن معقل قال سمعت عمي وهب بن منبه يقول لا يشكن ابن آدم ان الله D يوقع 1 الارزاق متفاضلة ومختلفة فان تقلل ابن آدم شيئا من رزقه فليزده رغبة الى الله عز ودل ولا يقولن لو اطلع الله هذا وشعر به غيره فكيف لا يطلع الله الشيء الذي هو خلقه وقدره أولا يعبر ابن آدم في غير ذلك مما يتفاضل فيه الناس فان الله فضل بينهم في الاجسام والألوان والعقول والاحلام فلا يكبر على ابن آدم أن يفضل الله عليه في الرزق والمعيشة ولا يكبر عليه أنه قد فضل عليه في علمه وعقله أو لا يعلم ابن آدم أن الذي رزقه في ثلاثة أوان من عمره لم يكن له في واحد منهن كسب ولا حيلة أنه سوف يرزقه في الزمن الرابع أول زمن من أزمانه حين كان في رحم أمه يخلق فيه ويرزق من غير مال كسبه في قرار مكين لا يؤذيه فيه حر ولا قر ولا شيء يهمه ثم أراد الله أن يحوله من تلك المنزلة الى 2 غيرها ويحدث له في الزمن الثاني رزقا من أمه يكفيه ويغنيه من غير حول ولا قوة ثم أراد الله أن يعصمه من ذلك اللبن ويحوله في الزمن الثالث في رزق يحدثه له من كسب أبويه يجعل له الرحمة في قلوبهما حتى يؤثراه على أنفسهما بكسبهما ويستعنيا 3 روحه بما يعنيهما لا يعنيهما في شيء من ذلك بكسب ولا حيلة يحتالها حتى يعقل ويحدث نفسه أن له حيلة وكسبا فانه لن يغنيه في الزمن الرابع إلا من أغناه ورزقه في الازمان الثلاث التي قبلها 4 فلا مقال له ولا معذره الا برحمة الله هو الذي خلقه فان ابن آدم كثير الشك يقصر به حلمه وعقله عن علم الله ولا يتفكر في أمره ولو تفكر حتى يفهم ويفهم حتى يعلم علم أن علامة الله التي بها يعرف خلقه الذي خلق ورزقه لما خلق .
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن فرج بن فضالة عن عطاء الخراساني قال لقيت وهب بن منبه في الطريق فقلت حدثني حديثا أحفطه عنك في مقامي وأوجز قال أوحى الله