سليمان فاطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال لو ما حدثتني فقال حدثني ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن آخر أية نزلت في كتاب الله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله الآية .
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر عن ابن عيينة قال قال عمر بن عبدالعزيز لطاووس ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين يعني سليمان بن عبدالملك فقال طاووس مالي إليه من حاجة قال فكأنه قد عجب من ذلك قال سفيان وحلف لنا ابراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة ورب هذه البنية ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووسا .
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عمر بن شبة ثنا أبو عاصم قال زعم لي سفيان قال جاء ابن لسليمان بن عبدالملك فجلس الى جنب طاووس فلم يلتفت اليه فقيل له جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت اليه قال أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يديه .
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن ابن طاووس قال كنت لا أزال أقول لأبي إنه ينبغي أن تخرج على هذا السلطان وأن تقعد به قال فخرجنا حجاما فنزلنا في بعض القرى وفيها عامل لمحمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى يقال له ابن نجيح وكان من أخبث عمالهم فشهدنا صلاة الصبح في المسجد فاذا ابن نجيح قد أخبر بطاووس فجاء فقعد بين يديه فسلم عليه فلم يجبه فكلمه فأعرض عنه ثم عدل إلى الشق الايسر فأعرض عنه فلما رأيت ما به قمت إليه فمددت بيده وجعلت أسأله وقلت له إن أبا عبدالرحمن لم يعرفك قال بلى معرفته بي فعل بي ما رأيت قال فمضى وهو ساكت لا يقول لي شيئا فلما دخلت المنزل التفت إلي فقال لي يا لكع بينما أنت زعمت أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك أدرك طاووس خمسين رجلا من الصحابة وعلمائهم وأعلامهم رضي الله تعالى عنهم ونفعنا بهم بمنه وأكثر روايته عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه