يا أبا حازم وكيف المأخذ من ذلك قال تأخذه بحقه وتضعه بحقه في أهله قال يا أبا حازم من أفضل الخلائق قال أولوا المروءة والنهى 1 ما بين المربعين سقط من الأزهرية قال فما أعدل العدل قال كلمة صدق عند من ترجوه وتخافه قال فما أسرع الدعاء إجابة قال دعاء المحسن للمحسنين قال فما أفضل الصدقة قال جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها من ولا أذى قال يا أبا حازم من أكيس الناس قال رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ثم دل الناس عليها قال فمن أحمق الخلق قال رجل اغتاظ في هوى أخيه وهو ظالم له فباع آخرته بدنياه قال يا أبا حازم هل لك أن تصحبنا وتصيب منا ونصيب منك قال كلا قال ولم قال إني أخاف أن أركن اليكم شيئا قليلا فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصيرا قال يا أبا حازم ارفع إلي حاجتك قال نعم تدخلن الجنة وتخرجني من النار قال ليس ذاك إلي قال فما لي حاجة سواها قال يا أبا حازم فادع الله لي قال نعم اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا والآخرة وإن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى قال سليمان قط قال أبو حازم قد أكثرت وأطنبت إن كنت أهله وإن لم تكن أهله فما حاجتك أن ترمي عن قوس ليس لها وتر قال سليمان يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه قال أوتعفيني يا أمير المؤمنين قال بل نصيحة تلقيها إلي قال إن آباؤك غصبوا الناس هذا الأمر فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس وقد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا فلو شعرت ما قالوا وقيل لهم فقال رجل من جلسائه بئس ما قلت قال أبو حازم كذبت إن الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه قال يا أبا حازم أوصني قال نعم سوف أوصيك وأوجز نزه الله تعالى وعظمه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك ثم قام فلما ولى قال يا أبا حازم هذه مائة دينار أنفقها ولك عندي أمثالها كثير فرمى بها وقال والله ما أرضاها لك فكيف أرضاها