[ 7 ] ومع أن العنوان يعبر عن صدق كون الكتاب " مقدمة " لعلم اصول الدين، إذ هو يتكفل شرح المصطلحات المستعملة في ذلك العلم، وبدون هذا الشرح لا يمكن تحصيل مسائله ومعارفه، فهو بحق " مقدمة للاصول ". إلا أن الشيخ لم يقتصر على هذه المقدمة، وإنما أدرج في الكتاب بحوثا عن نفس الاصول أيضا، فذكر الادلة على كل القضايا الاساسية في العلم. و قد هدف الشيخ المفيد إلى نفس الهدف الذي ذكره الشيخ الطوسي بأفضل شكل، مع أن كتابه يتميز بامور: فأولا: قد جعله الشيخ على أبسط شكل ممكن وأوضحه، توصلا إلى ما أشار إليه في ديباجته من " إرشاد المبتدئين " فعبارته واضحة تناسب مدارك الناشئين الذين يطلبون هذا العلم، خاليا من التعقيد والغموض. وثانيا: وضعه الشيخ على شكل محاورات بين السائل والمجيب، فيطرح سؤالا بعنوان: " إن قال " ويجيب عليه بعنوان: " فقل " ويتمتع هذا الاسلوب من الفوائد التربوية للناشئين ما يوحي إليهم بواقعية المعلومات المطروحة على ساحة الحوار، ويتميز بحيوية التجاوب، مالا يخفى أثره. وثالثا: إن الالفاظ المشررحة مرتبة على حسب ترتيب الابواب والبحوث المعروضة في المناهج والكتب الكلامية، حيث بدأ بتعريف " النظر، والدليل، والعقل، والعلم... " وهي المستعملة في الابواب الاولى، ثم يتدرج مع الابواب والبحوث حتى المعاد. والمؤلفات التي وضعت لتوضيح المصطلحات - ومنها الكلامية - كثيرة في التراث الاسلامي، إلا أن الاعمال الشيعية القديمة في هذا ________________________________________