[ 6 ] وأما محاولة تفسير هذا الكلام بأنه نفي للجمع بين الامرين، بأن الكل لم يحصل، فقد رده الشيخ المفيد في الفصل الثاني من الكتاب بوجهين: الاول: ان هذا الجواب ليس جوابا للسؤال المذكور، لان السائل إنما سأل. عن وقوع أحد الامرين ؟ فليس الجواب بعدم حصولهما معا موافقا للطريقة المألوفة في الجواب عن ذلك ؟ فهذا لغو نربأ بالرسول صلى الله عليه وآله و سلم منه. الثاني: إن هذا الجواب يقتضي إلتفاته إلى وقوع أحد الامرين منه، وظاهر كلامه عدم إلتفاته إلى ذلك، بل إنما سأل المصلين عن صحة ما قاله ذو اليدين ؟ ! ثانيا: إن الرواية - وحسب طرقها - تحتوى على أن الرسول صلى الله عليه وآله قرأ في تلك الصلاة سورة " والنجم " التى فيها آية السجدة، وأنه سمع يقرأ " تلك الغرانيق العلى، وأن شفاعتهن لترتجي " تلك الخرافة المفتعلة على قدس النبي صلى الله عليه وآله، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى و انظر بهذا الصدد ما ذكره الشيخ عبد الغني عبد الخالق في كتاب حجية السنة (ص 100) هامش. وثالثأ: إن هذه الرواية تقتضي أنه لم يتنبه إلى هذا السهو إلا ذو اليدين - وهو مجهول الشخصية من بين الصحابة - دون جميع من حضر من سائر الصحابة بما فيهم ابو بكر وعمر، وان الرسول صلى الله عليه وآله لما أراد أن يتأكد من كلام ذي اليدين سأل أبا بكر وعمر عن ذلك ؟ دون غيرهما من الصحابة الحاضرين ؟ ! وكل هذه المفارقات تشير إلى أن الرواية إنما وضعت لتشويه سمعة النبي صلى الله عليه وآله، وإسقاط فعله عن الحجية والاعتبار. ________________________________________