[ 476 ] بغداد في سنة تسع (1) وثلاثين [ وثلاثمائة ] للحج، وهي السنة التي رد القرامطة (2) فيها الحجر إلى مكانه من البيت، كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لانه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان، كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين عليه السلام في مكانه فاستقر. فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ لي ما قصدت له، فاستنبت المعروف بابن هشام، وأعطيته رقعة مختومة، أسأل فيها عن مدة عمري، وهل تكون المنية (3) في هذه العلة ؟ أم لا ؟ وقلت: همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه، وأخذ جوابه، و إنما أندبك لهذا. ________________________________________ = 42، أمل الامل: 2 / 55، رياض العلماء: 1 / 112، روضات الجنات: 2 / 171، رجال ابن داود: 65، طبقات أعلام الشيعة في القرن الرابع: 76، أعيان الشيعة: 4 / 154، لسان الميزان: 1 / 125، وغيرها. (1) في سائر النسخ والبحار: " سبع ". ولكن أتفقت كتب التاريخ أن القرامطة ردوا الحجر الاسود في سنة تسع وثلاثين، بعد أن اغتصبوه في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مكثه عندهم اثنتين وعشرين سنة. راجع الكامل لابن الاثير، 8 / 486، النجوم الزاهرة: 3 / 301، العبر: 2 / 56، البداية والنهاية: 11 / 223، وغيرها. ونشأ هذا التصحيف لتقارب كلمتي " سبع " و " تسع " في الرسم. (2) القرامطة: هم فرقة من الشيعة الاسماعيلية المباركية، وقالوا بأن الامام بعد جعفر الصادق عليه السلام هو محمد بن اسماعيل بن جعفر وهو الامام القائم المهدي، وهو رسول وهو حي لم يمت وأنه في بلاد الروم وأنه من أولي العزم. أنشأوا دولتهم في البحرين ثم توسعوا غربا حتى وصلوا بلاد الشام سنة 288. راجع معجم الفرق الاسلامية: 192. (3) " الميتة " م. " الموتة " ه، والبحار. ________________________________________