[10] وأما الثاني: فهو أن موضوع هذا العلم هو السند والمتن، لأن موضوع العلم ما يبحث فيه عن عوارضه، والمبحوث عنه هنا هو عوارض السند والمتن وأوصافهما. وما ذكرناه أولى مما في بداية الدراية وغيره، من أن موضوعه هو الراوي والمروي، ضرورة أن الراوي يطلق على آحاد رجال السند وهو موضوع علم الرجال دون الدراية. وأما ما ارتكبه بعضهم من أن موضوع هذا العلم هو المروي وموضوع علم الرجال الراوي فلا وجه له لأن البحث في هذا العلم كما يقع عن المروي وهو المتن، فكذا يقع عن الراوي أيضا باعتبار البحث عن السند الذي هو مشتمل على جمع من الرواة، فإن المروي لا يكون صحيحا وحسنا وموثقا وضعيفا ونحو ذلك وإنما يتصف بذلك سند المروي كما هو ظاهر. وأما الثالث: فهو أن غاية هذا العلم هو معرفة الاصطلاحات المتوقف عليها معرفة كلمات الأصحاب، واستنباط الأحكام، وتميز المقبول من الأخبار ليعمل به، والمردود ليجتنب عنه. وأما الفصول: فالأول منها: في بيان اصول اصطلاحاته التي يحتاج طالبه إلى معرفتها، وهي امور: أحدها: المتن وهو لغة، استعمل في معان عدة، منها: المد، يقال: متنه متنا إذا مده. ومنها: ما صلب من الأرض وارتفع واستوى. وفي الاصطلاح: اللفظ الذي يتقوم به المعنى. ثانيها: السند وهو طريق المتن، وهو جملة من رواه، مأخوذ من قولهم: فلان سند أي: معتمد، قال في تاج العروس: " والسند معتمد الإنسان كالمستند وهو مجاز - انتهى ". فسمي الطريق سندا لاعتماد العلماء في صحة الحديث وضعفه عليه. ثالثها: الخبر محركة وهو لغة مطلق ما يخبر به عظيما كان أم لا، فهو أعم من النبأ الذي هو الخبر المقيد بكونه عن أمر عظيم، كما قيده به الراغب وغيره من أئمة الاشتقاق والنظر في اصول العربية. ________________________________________