[180] فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نرى من الأموات سفر (1) عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم (2)، ونأكل تراثهم، قد نسينا كل واعظ وواعظة، ورمينا بكل جائحة (3)، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموت (4) ! فالموت لابد ناقلنا إلى دار أخرى، اذن.. فنحن هنا في دنيانا هذه ضيوف، ليست لنا بدار مقامة إذ هي دار ممر، لا دار مقر، قال " تعالى " (إنما هذه الحياة الدنيا متاع، وإن الاخرة هي دار القرار) (5)، وجاء عن الإمام علي صلوات الله عليه " أنه قال: إنما الدنيا دار مجاز، والاخرة دار قرار (6). فلما لم يكن لنا هنا قرار فنحن على سفر قريب، ورحيل وشيك، وهذه هي حال الضيف.. قال رسول الله " صلى الله عليه وآله ": أيها الناس ! إن من في الدنيا ضيف، وما في أيديكم ________________________________________ (1) أي مسافرون. 2) أي ننزلهم في قبورهم. 3) آفة مهلكة، أو داهية. (4) بحار الأنوار 6: 136 - باب حب لقاء الله وذم الفرار من الدنيا، وقريب منه نهج البلاغة: الحكمة 122. (5) سورة المؤمن: 39. (6) نهج البلاغة: الخطبة 203. ________________________________________