[140] وآله " فتشرف أبو أيوب بهذه الاستضافة الكريمة، ووثبت أم أبي أيوب إلى الرحل فحلته فأدخلته منزلها. وكان أبو أيوب الأنصاري له منزل أسفل وفوق المنزل غرفة، فكره أن يعلو رسول الله " صلى الله عليه وآله "، فقال: يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي، العلو أحب إليك أم السفل ؟ فإني أكره أن أعلو فوقك، فقال " صلى الله عليه وآله ": السفل أرفق بنا لمن يأتينا. قال أبو أيوب: فكنا في العلو أنا وأمي، فكنت إذا استقيت الدلو أخاف أن يقع منه قطرة على رسول الله " صلى الله عليه وآله "، وكنت أصعد وأمي إلى العلو خفيا من حيث لا يعلم ولا يحس بنا، ولا نتكلم إلا خفيا، وكان إذا نام " صلى الله عليه وآله " لا نتحرك. وربما طبخنا في غرفتنا فنجيف الباب (1) على غرفتنا مخافة أن يصيب رسول الله " صلى الله عليه وآله " دخان. ولقد سقطت جرة لنا وأهريق الماء فقامت أم أبي أيوب إلى قطيفة لم يكن لنا والله غيرها، فألقتها على الماء تستنشف به مخافة أن يسيل على رسول الله " صلى الله عليه وآله " من ذلك شئ (2). ________________________________________ (1) أي نرده. (2) إعلام الورى بأعلام الهدى، للطبرسي: 74. ________________________________________