[39] واعتداله، وإن دخل فيه شئ لا بد من إزالته حتى يعود سالما. وقد يحدث كلاهما، لذاترى البدن يدوم اضطرابه حتى يعود الوضع الطبيعي الى حالته السابقة، ومثله الفسخ والرض الحاصل في المفصل، لذا تراه متورما متألما لا يقر له قرار وترى الجسم كله في اضطراب وألم حتى إعادته إلى حالته العادية، ولا ننسى ما يحدثه ذلك من ضعف وإعياء وإنهاك لجميع البدن. وهذا عينه يحدث للجامعة البشرية في الحوادث المشابهة، وقد تطول هذه العلة على المرء حتى تراه وتشاهده وهو بائس منهك وليس له بد سوى إعادة الشئ لمحله أو إزالة الشئ المزاحم عنه أو كلاهما، ويكفي لاضطراب شعب من أدناه إلى أقصاه وضع رجل في غير مركزه، أو إدخال رجل في مكان غير مكانه، وكلما كان هذا المركز والمكان مهما كانت الصدمة أعظم وأقسى. وقد يسبب ذلك النقص أو الزيادة في الجسم عيوبا في جهات أخرى من البدن، تبقى على مرور الزمان تحتاج إلى الاصلاح وإن أصلح العيب الأول، وله مشابهات في جسم المجتمع البشرى، فإذا توفقنا لإرجاع الشئ إلى أصله أو إخراج الشئ الغريب منه، كان من الضروري إصلاح الاختلالات الحاصلة على أثر الصدمة الواردة. وهناك أمر بالغ الأهمية، وهو تشخيص الداء والأدواء، وتشخيص العواقب والآثار التي حدثت له على مرور الأيام والسنين، ومهم جدا نوع العلاج في كل منها بعد التشخيص. وهذا عينه يحصل في الجامعة البشرية. وكلما طال الأمد، صعب العلاج للآثار السيئة التي خلفتها المدة وما أولدته من الانحرافات. وربما اعتاد البشر خلال المدة الماضية على علاجات لرفع إلمه، وهذه نفسها تخلق فيه عاهات كأداء حتى بعد زوال أو إصلاح الداء الأصلي، كإعادة العضو ________________________________________