[115] أشد حالا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). نراكم تتناسون غدير خم وقد ورد فيه في من التواتر أكثر مما ورد في القرآن، ونراكم تتجاهلون فضائل علي (عليه السلام) وكراماته وأوامر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ولايته على المؤمنين، وتتخبطون خبط عشواء للربط بينها وبين أعمال الخلفاء (الراشدين !) المزيفة الموضوعة في زمن بني أمية، ونراكم تتجاهلون حديث المنزله وحديث الثقلين، وحديث سفينة نوح وأحاديث الغدير وتتجاهلون آيات المباهلة والطهارة والولاية ومئات الآيات الأخرى في علي (صلى الله عليه وآله وسلم) وولايته، وتريدون رد ما يدلكم عليه العقل لاتباع علي وآل محمد (عليهم السلام)، فيعود عليكم الشيطان والنفس الأمارة ويحرفكم عن الصراط المستقيم، ألم يقل الله في كتابه (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) (1) و (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (2)، ________________________________________ = وجاء في (النهاية في غريب الحديث: 5 / 246) بعده وجاء في صحيح مسلم: إن رسول الله يهجر (صحيح مسلم: 3 / 1259 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مسند أحمد: 1 / 335). أخرج البخاري في صحيحه: 6 / 11: عن ابن عباس (رضي الله عنه): لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا. قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم. (صحيح البخاري: 2 / 178 بحاشية السندي ط عيسى البابي) قال الفيومي: هجر المريض في كلامه هجرا خلط وهذى. والهجر بالضم: الفحش. (مصباح المنير ص 634). وقال ابن الأثير: الهجر بالضم. هو الخنا والقبيح من القول.. ومنه حديث مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما شأنه. أهجر ؟.. والقائل كان عمر. (1) الزمر: 17 - 18. (2) الزمر: 9. ________________________________________