[111] المفتوحة كانت مليئة بالحضارات العريقة والعلوم والحكمة والفنون الأنيقة، وفيها الثقافات والمدنيات الرائقة والمكتاب الشائقة المليئة بالكتب، وعندهم الأنظمة والدوائر المنظمة، ولديها أصول الحياة الاجتماعية والصناعات والفنون وعندهم المؤسسات التعليمية والمنشآت الفنية، والاسلام جاءهم بقوة الإيمان والوحدانية وتوحيد الكلمة والمساواة والعدالة والأخلاق السامية والمباني الإنسانية، وحقوق الانسان التي جمعها بآية واحدة أسندتها آيات أخرى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبث الفضائل والبر والإحسان والرأفة والإخوة والاصلاح، واتباع أصول المنطق الصحيح والعقل السليم في مسالكهم ومناهجهم، وأن يكون الخلفاء والقادة قدوة صالحة للرعية، ولا يكون بغيتهم إلا الخدمة العامة والخاصة للفرد والمجتمع، وخلق روح الوفاق والوئام وبث روح الإصلاح والسلام، وتربية الصغار والكبار على مكارم الأخلاق والفضائل والدين الحنيف والابتعاد عن الأغراض الشخصية والأحقاد النفسية، وعدم التجاوز على الأنفس والاموال إلا في حدود كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتشويق أهل العلم والإيمان وذوي المنطق السليم والعقل الصائب وأهل البر والاحسان، وإبعاد أهل النفاق والفسق والفجور وشل أيديهم عن بث الفساد، وترويج المعرفة والعلم والحكمة والعمل الصالح المثمر، والقول الفصل چوالعدل، وتقريب الصلحاء وإبعاد الطلحاء، وتولية القضاة الذين يحكمهم الشرع الإسلامي الحنيف، المستكملين للعقل والعلم والإيمان والعدالة والحسب والنسب، وإن لا يبتعد لحظة عن مشورة العقل والعقلاء. فهل نجد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أية دولة اتبعث ذلك سوى في عهد علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، أعلم العلماء وأعدل الحكام وأحكم الحكماء وأقضى القضاة وأتقى الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأزكاهم وأسبقهم إيمانا وأشجعهم جنانا وانصفهم وأبرهم، وأكثرهم إخلاصا ورأفة على الضعفاء، وهو بعد ________________________________________