[329] نتيجة البحث كانت تلكم حقيقة خبر الجمل المسجوعة في شأن الغرانيق. وأما حقيقة شأن رجوع المهاجرين من الحبشة فكالآتي خبره: قال البلاذري في خبر أمر الهجرة من مكة إلى المدينة: فجعلوا يتجهزون إلى المدينة في خفى وستر، ويتسللون. فيقال إنه كان بين أولهم وآخرهم أكثر من سنة. وجعلوا يترافدون بالمال والظهر، ويترافقون. وبلغ من بالحبشة من المسلمين هجرة اخوانهم، فقدم من قدم منهم مكة للهجرة مع النبي (ص). وكان ممن قدم مكة أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، واسم أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد، ثم هاجر، فكان الثالث بعد مصعب بن عمير وابن أم مكتوم. وكان مصعب أول من قدمها، وجهه رسول الله (ص) ليعلم الناس القرآن. ثم تلاه ابن ام مكتوم. وسمعت من يذكر أن أبا سلمة قبل ابن أم مكتوم. والخبر الأول أثبت (1). إذا فقد كانت حقيقة رجوع بعض المهاجرين من الحبشة إلى مكة لوصول خبر هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة، ولكن الوضاعين أسندوا جملات قريش المسجوعة في شأن الغرانيق إلى الرسول (ص)، وذكروا أن سبب رجوع بعض المهاجرين من الحبشة إلى مكة وصول ذلك الخبر المفترى به على رسول الله (ص) بينا كان سبب رجوع بعضهم إلى مكة وصول خبر هجرة المسلمين إلى المدينة. ________________________________________ (1) انساب الاشراف ج 1 / 257 ط. مصر سنة 1369 رقم الخبر / 596 وفي ترجمته باسد الغابة ج 1 / 31: أسلم... وهاجر إلى ارض الحبشة معه امرأته ام سلمة، ثم عاد وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وجرح باحد واستشهد في جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة. ________________________________________