[386] تشاء تأييده، فإذا الكلمة تبقى له وساما خالدا مع التاريخ، كما كانت ترسل الكلمة القارصة في تحطيم خصومها، فتبقى عليه وصمة سوداء في التاريخ إلى ما شاء الله، وجدناها ترسل الكلمة للتهديم أو التأييد، فإذا الكلمة تنطلق على الافواه، وتسير بها الركبان، ثم تستقر في بطون الكتب لتستعرضها القرون والاجيال، وهذه أهم مجالات عظمتها. والذي يهمنا من جميع ما ذكرنا أنا وجدناها في كل ذلك تنتزع من حياة الرسول لما تشاء، فإذا أرادت التحريض على عثمان، أخرجت نعلا، وقالت: هذا نعل الرسول، وإذا أرادت تحطيم مروان ذكرت قول النبي فيه، ولعنه، وفي بيان فضل عثمان وحياته، حدثت عن ستر الرسول فخذه عنه، بعد أن كانت مكشوفة أمام غيره، وهكذا حديثها في غير عثمان، وغير مروان، وبذلك أصبح حديثها أكثر استعراضا لحياة الرسول من أي حديث آخر، وهذا ما دفعنا إلى تجشم هذا البحث لانا نريد أن نبحث في أمر الرسول وحياته، فقد بعث لنا إماما وقدوة، فليعذرنا من ينكر علينا هذا البحث، وليعلم بأن كل ذلك لا يقلل من حرمة أم المؤمنين لدينا (فلها بعد حرمتها الاولى) (294). وللبحث عن أحاديثها راجعنا الصحاح، والمسانيد، والتفاسير، والسير، والتواريخ، واستخرجنا منها أبحاثا عقدنا لدراستها أبواب القسم الثاني من هذا الكتاب، وفقنا الله تعالى لنشره بحوله وقوته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ________________________________________ (294) مقتبس من كلام لعلي فيها، راجع قبله ص 246. ________________________________________