[397] الغد دنا بعضهم من بعض فاقتتلوا حتى أمسوا، والاشعث بن قيس في خلال ذلك لا يعلم شيئا من ذلك وطال عليهم الحصار واشتد بهم الجوع والعطش فأرسل إلى زياد أن يعطيه الامان ولاهل بيته ولعشرة من وجوه أصحابه فأجابه زياد إلى ذلك، وكتب بينهم فظن أهل الحصن أن الاشعث قد أخذ لهم الامان بأجمعهم، فسكتوا ولم يقولوا شيئا وكتب زياد إلى عكرمة يخبره، فقال عكرمة للذين يقاتلونه: على ماذا تقاتلون ؟ قالوا: نقاتلكم على صاحبنا الاشعث بن قيس. فقال: فإن صاحبكم قد طلب الامان، ورمى الكتاب إليهم، فلما قرأوه. قالوا: يا هذا ! انصرف لا حاجة لنا في قتالك بعد هذا. ثم انصرفوا عن محاربة عكرمة وهم يسبون الاشعث ويلعنونه ! وقال عكرمة لاصحابه: أسرعوا السير إلى إخوانكم فإن الاشعث قد طلب الامان، ولعله إن غنم زياد وأصحابه ما في الحصن لا يشركونكم في شئ من ذلك لانهم قد سبقوكم إلى فتح الحصن، فلما قدموا إليه والاشعث بعد لم ينزل من الحصن وهو يستوثق لنفسه ولمن معه، فقال له زياد: ما صنعت مع قبائل كندة ؟ فقال له: صنعت والله: إني لقيت قوما لهم أقدار وأخطار، وصبر على الموت، فلم أزل أحاربهم حتى علمت أن انتصافهم مني أكثر من انتصافي منهم، وأتاني كتابك يخبر أن الاشعث يطلب ________________________________________