[25] انتشر بين خصوم الاسلام أن الاسلام - شريعة خاتم الانبياء - انتشر بالسيف والدم، حتى اتخذ خصوم الاسلام من ذلك ذريعة للطعن عليه (1)، وإذا بحثنا في كتب السير والتواريخ لم نجد دليلا على هذا الزعم إلا في أحاديث سيف، فهو الذي روى في الحروب والغزوات الاسلامية أعدادا ضخمة من القتلى، وإبادة للجماعات الانسانية ما لا نظير لها إلا في حروب البرابرة المتوحشين أمثال جيوش التتر، بينما الواقع - الذي نجده في روايات غيره - أن الاسلام لم يشهر السيف إلا في وجه من تحداه بالسيف، ومن قابله من الحكام المتسلطين على الشعوب بالسيف والدم، وأن الشعوب كثيرا ما كانت تساعد المسلمين في حروبهم على حكامها المستبدين (2). ________________________________________ (1) شاهدت بمكتبة الآثار في بغداد نسخة من تاريخ الطبري، كان قبل ذلك ملكا للحبر الكبير الاب أنستاس ماري الكرملي، وكان قد علم حول سطور ورد فيها ذكر أعداد هائلة من قتلى الجيوس الاسلامية في فتوحها، ولما دققت النظر وجدت تلك السطور كلها ضمن روايات سيف. وراجع أجناس جولت تسيهر ص: 43 حيث يقول: " وجدت أمام أعيينا رقعة فسيحة كبيرة للاسلام جاوزت حدود الوطن وقد فتحت بقوة السيف ". (2) مثل ما وقع في بعض حروب المسلمين مع الروم في بلاد الشام. راجع فتوح البلدان للبلاذري، ما فعله أهل حمص يوم اليرموك. ________________________________________