[349] تقبل التأويل والتوجيه كما يبدو من المرويات التالية التي دونها البخاري في صحيحه. فقد جاء في المجلد الثاني منه عن ابراهيم بن علقمة انه قال: دخلت في نفر من اصحاب عبد الله الشام فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا وقال: افيكم من يقرأ القرآن فقلنا نعم: فقال فأيكم اقرأ فاشاروا الي، فقرأت والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والانثى، قال: انت سمعتها من في صاحبك قلت نعم: قال وانا سمعتها من في النبي (ص) وهؤلاء يأبون علينا. وما خلق الذكر والانثى. وفي رواية ثانية ان ابا الدرداء قال لعلقمة كيف سمعته يقرأ والليل إذا يغشى، قال علقمة: والذكر والانثى، قال أبو الدرداء: اشهد اني سمعت النبي (ص) يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني على ان اقرأ وما خلق الذكر والانثى، والله لا اتابعكم على ذلك. وروى في المجلد الثاني رواية بهذا المضمون ايضا (1). وروى في المجلد الرابع عن عبد الله بن عباس انه قال: قدمنا المدينة عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس فوجدت سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبتيه، فلم انشب ان خرج عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف، فانكر علي وقال ما عسيت ان يقول ما لم يقله قبله، فجلس عمر بن الخطاب على المنبر، فلما سكت المؤذنون قام فاثنى على الله بما هو اهله ثم قال: اما بعد فاني قائل مقالة قد قدر لي ان اقولها لا ادري لعلها بين يدي اجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي ان لا ________________________________________ (1) انظر ص 215، ج 3، و 307، ج 2. ________________________________________