[553] الخاتمة سلك علماء الشيعة الامامية - وهم في ظل عصر التشريع وإلى يومنا هذا - خطا مستقيما في نهجهم ومعتقداتهم وتبنيهم للاصول المذهبية، وكل جيل من العلماء والفضلاء يقتفي أثر من سبقه، ويحذو حذو المتقدمين، ولا يقدح من شذ منهم في إجماع علماء العصر الواحد، على أن الشذاذ من كل وقت إنما يستند في أدلته على ظواهر الكتاب والاخبار، دون إحراز المخرج السليم في ذلك، كالتأويل لبعض النصوص، أو اتباع أوثق الاخبار، أو أصحها، وأكثرها شهرة بين الاصحاب، أو كونها مورد اعتماد وعمل الجميع طوال الاعصر. وعلى هذا النهج حرص العلماء القدامى، وبالخصوص القميين في تنقية الاجواء العلمية، ومراقبة المحدثين، ومتابعة أحاديثهم، واستدراجهم في طلب الحجة أو المصدر الذي يستند عليه - في كل ما يقوله - المحدث في الدرس أو المناظرة. لذا لم تجد أحدا من العلماء يجرأ أن يخرج عن الحد المألوف في معتقداته وأفكاره، سواء كان ذلك في الاحكام الشرعية أو القواعد الفقهية أو ما يتعلق ________________________________________