[42] من الظالم، والوقوف بوجه الطبقية، إلا في زمن الامام أمير المؤمنين عليه السلام. والاسباب في ذلك واضحة جلية، وقد شهد الجميع على أنه لا تأخذه في الله لومة لائم، هذا عقيل أخوه يطلب منه شيئا إضافيا على سهمه، فيكوي له حديدة و يضعها على يده فيئن منها، فيجيبه: " إنك تإن من حديدة صيرها إنسان للعبه، فكيف تجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه " (1). هكذا عدالة أمير المؤمنين عليه السلام... بينما تجد من سبقه صير خلافته مغنما لبني عمومية، حتى ظهرت الطبقية في المجتمع في زمنة. نعم، من اطلع على كتب التاريخ والسيرة والتراجم والحديث يجد صدق المدعى، إذ أن تلك الكتب مليئة بسقطات خلفاء السلف، لكن لا تجد أي سقطة أو خدشة في سيرة الامام علي عليه السلام في أي مرحلة من مراحل حياته وخلافته، فلم يقرب أبناء جلدته إلى الحكم، ولا آثر من دنياه حطامها، بل اكتفى بما يسد رمقه، أقراص من خبز الشعير. هذا هو أمير المومنين أبو الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام ________________________________________ (1) قال في خطبة له عليه السلام يتبرأ من الظلم: " والله، لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا، ورأيت صبيانه شعث الشعور، غبر الالوان، من فقرهم، كأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكدا، وكرر علي القول مرددا، فأصغيت إليه سمعي، فظن أني أبيعه ديني، وأتبع قياده مفارقا طريقتي، فأحميت له حديدة، ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها، فقلت له: ثكلتك الثواكل، يا عقيل، أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني الى نار سجرها جبارها لغضبه، أتئن من الاذى ولا أئن من لظى ؟... ". نهج البلاغة: خطبة: 224، ص 346، من كلام له عليه السلام: يتبرأ من الظلم. تحقيق صبحي الصالح. ________________________________________