[32] العراقي وابن حجر: وكان هؤلاء في عصر واحد، فلا ندري أيهم سبق. قال: إلى أن رأى بعض الائمة أن تفرد أحاديث النبي صلى الله عليه وآله خاصة، وذلك في رأس المائتين، وعدد جماعة، وقال الطيبي: أول من كتبه وصنف فيه من السلف ابن جريح، وقيل: مالك، وقيل: الربيع بن صبيح، ثم انتشر التدوين وظهرت فوائده. ثم قال: ألا تراه لم يذكر تدوين أحد قبل ابن جريح، وكذلك الحافظ الذهبي في " تذكرة الحفاظ " نص أن أول زمن التصنيف وتدوين السنن وتأليف الفروع بعد انقراض دولة بني امية وتحول الدولة إلى بني العباس، قال: ثم كثر ذلك في أيام الرشيد، وكثرت التصانيف، وأخذ حفظ العلماء ينقص، فلما دونت الكتب اتكل عليها، وإنما كان قبل ذلك علم الصحابة والتابعين في الصدور... " (1). إلى هنا عرفنا متى بدأ تدوين الحديث، ومن الذي ألف فيه من الصحابة والتابعين، بضمنها الاصول الاربعمائة (2)، غير أن أغلب تلك المصنفات لم تصل إلينا بسبب يد الحدثان، وجور الزمان، وتعسف الولاة والحكام في اضطهاد الشيعة الموالين لاهل البيت عليهم السلام، ومع كل ذلك فقد وصلنا جملة مهمة من تراث الاوائل، بحيث عليها مدار الاستدلال، ومنها تستنبط الاحكام، وقد شغلت أرباب الفقه والحديث والسيرة والاخلاق، وعلى سبيل المثال نذكر منها: كتاب " المحاسن " لاحمد بن أبي عبد الله البرقي ت 280 ه‍، أحد كبار الشيعة، ومن أصحاب الامام الجواد والهادي عليهما السلام. وكتاب " كامل الزيارات " لابي القاسم جعفر بن قولويه ت 368 ه‍، ويعد هذا الكتاب من الاصول المعتبرة، وقد اعتمد عليه كل من الصدوق، والشيخ الطوسي،... ________________________________________ (1) تأسيس الشيعة: ص 279. (2) راجع للزيادة الغدير: 2 / 125. ________________________________________