[4] ولقد اكدو شدد مرارا على دور (الثقلين) و (اهل البيت) و (العترة) وعلى شخص الامام على والامام الحسن والامام الحسين عليهم السلام في حفظ الدين و صيانته وهداية الامة ونجاتها، وهذا ماروته جميع الفرق الاسلامية. (1) لكن وللاسف الشديد ظلم اهل بيت النبي الذين كانوا مفسرين للقرآن و موضحين لكلام الرسول صلى الله عليه وآله كما ان السياسات الجاهلية حرمت الناس من الرجوع الى العترة عليهم السلام ومما ضاعف من حرمان الامة وفتح الباب أمام التحريف والجعل في احاديث رسول الله صلى الله عليه وآله هو تحريم كتابة الاحاديث لفترة طويلة من صدر الاسلام وابعاد وتعذيب وارعاب رواتها. طبعا كان هناك من الواعين المضحين من تمسك بالعروة الالهية الوثقى و جلس في ساحة العترة المطهرة عليهم السلام ونهل من زلال حديثها المتدفق على رغم من كل التهديد والتطميع. هذه الفئة ورغم قلة عددها، الا انها استطاعت وبأمانتها وجهدها وصدقها، كتابة روايات الرسول صلى الله عليه وآله والائمة المعصومين عليهم السلام من طريق اهل البيت واورثوها للذين جاءوا بعدهم، بالشكل الذي اصبح فيه (علم الحديث) علما واسعا له اصوله وفروعه واحكامه وابعاده المتنوعة واخذ العلماء الكبار في كل بقعة من العالم الاسلامي يدونون ويشرحون ويبوبون و يملون الاحاديث. وقام البعض بتدوين جوامع الحديث دون مراعاة ترتيب وتنظيم الاحاديث فكتبوها و (املوها) على مستمعي الحديث، مثل امالي الشيخ المفيد و امالي الشيخ الطوسى و... فيما قام البعض بجمع مجموعات من الاحاديث على ________________________________________ (1) - راجع في ذلك: 1 - احقاق الحق، للقاضي نور الله التستري. 2 - عبقات الانوار، لمير حامد حسين الهندي. 3 - الغدير، للعلامة عبد الحسين الاميني. 4 - المراجعات، للسيد شرف الدين العاملي. ________________________________________