[535] - 154 - ومن كلام له عليه السلام أجاب به بعض اليهود روى الاصبهاني في كتاب الحجة عن الاصبغ بن نباتة، قال: كنا جلوسا عند [أمير المؤمنين] علي بن أبي طالب [عليه السلام] فأتاه يهودي فقال: يا أمير المؤمنين متى كان الله ؟ فقمنا إليه فلهزناه (1) حتى كدنا (أن) نأتي على نفسه، فقال علي: خلوا عنه ثم قال [له]: يا أخا اليهود اسمع ما أقول لك بأذنك واحفظه بقلبك، فإنما أحدثك عن كتابك الذي جاء به موسى بن عمران، فإن كنت قد قرأت كتابك وحفظته فإنك ستجده كما أقول: إنما يقال متى كان لمن لم يكن ثم كان، فأما من لم يزل بلا كيف يكون [و] كان بلا كينونة كائن [و] لم يزل قبل القبل وبعد البعد [و] لا يزال بلا كيف ولا غاية، ولا منتهى إليه غاية، انقطعت دونه الغايات فهو غاية كل غاية (2). ________________________________________ (1) يقا ل: " لهزه لهزا " - من باب منع -: ضربه بجمع كفه. أو ضربه بجمع الكف في لهزمته ورقبته. ثم إن قصة ضرب اليهودي لابد أن تكون في غياب أمير المؤمنين. ويمكن أيضا أن يقال: أن الراوي تسامح في التعبير وأراد أن يقول: فأردنا أن نقوم إليه فنلهزه.. وذلك لمنافاته لسيرة أمير المؤمنين، وهيبته في قلوب خواص أصحابه مثل الاصبغ وأقرانه. مع انه من أخبار الآحاد فلا يقبل منها إلا ما له شاهد صدق دون ما لا شاهد له. (2) أي فلا يقال له: متى كان. ________________________________________