[10] يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق (12). يا كميل محبة العلم دين يدان به (13)، يكسب الإنسان ________________________________________ (12) وفى تحف العقول: والمال تفنيه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق والعلم حاكم والمال محكوم عليه، الخ. ويزكو (من باب دعا يدعو) يقال: زكا الزرع زكاء وزكوا - على زنة عطاء وعتو - أي زاد ونما. وسببية انفاق العلم للزيادة والنمو، اما من جهة أن كثرة المدارسة والبحث توجب الاحاطة بالمعلومات وقوة الفكر، واما لاجل أنه تعالى يفيض من مواهبه على من أنفق العلم لاهله، وبذله لمستحقه ولم يبخل به وقال الشيخ بهاء الدين العاملي (ره): كلمة (على) يجوز ان تكون بمعنى مع، كما قالوا في قوله تعالى: (وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم). وأن تكون للسببية والتعليل، كما قالوه في قوله تعالى: (ولتكبروا الله على ما هديكم). (13) وفى الخصال والتذكرة: يا كميل محبة العالم دين يدان به، تكسبه الطاعة في حياته، الخ. ومثله في تحف العقول، الا ان فيه: به يكسب الطاعة في حياته، الخ. وفى المناقب: محبة العالم دين يدان بها، تكسبه الطاعة في حياته. وفى رواية أبي عبد الله (ع): صحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بعد موته، الخ. وفى الارشاد: محبة العلم دين يدان به، وبه (ظ) تكملة الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بعد موته، الخ. وفى الامالي: يا كميل صحبة العالم دين يدان الله به، تكسبه الطاعة في حياته، الخ. = = أقول: مرجع الجميع الى واحد، إذ محبة العلم والعالم متلازمتان، وكذا صحبة العالم لعلمه وروحانيته لا تنفك عن محبته ومحبة علمه، بل هي معلولة لهما والدين - في أمثال المقام - يحتمل ان يكون بمعنى السيرة والطريقة والمذهب والملة والطاعة والعبادة والجزاء والمكافاة والورع والخضوع، وتقدم في شرح المختار (1) من هذا الباب ص 12، ما ينفع هنا. والاحدوثة - قيل: هي مفرد الاحاديث وهو -: ما يتحدث به. وجميل الاحدوثة: هو طيب الذكر، وحسن الثناء، والذكر بالجميل، أي ان محبة العلم (أو العالم) طريقة يعبد الله بها، وبهذه الطريقة يكتسب العامل العابد طاعة الله - أو طاعة البشر وانقيادهم له - في حال الحياة، وحسن الثناء بعد الممات. ________________________________________