[13] عنهم بعد موتهم (9)، وأن العلم (10) ذو فضائل كثيرة، فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأذنه الفهم، ولسانه الصدق، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة الاسباب بالامور، ويده الرحمة، وهمته السلامة، ورجله زيارة العلماء، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، وسلاحه لين الكلام، وسيفه الرضا، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة ________________________________________ (9) من قوله (ع): واعلموا أن صحبة العالم، الى قوله (ع): وجميل الاحدوثة عنهم بعد موتهم - رواه في الحديث 14 من الباب 8 من الكتاب 4 من الكافي، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي اسحاق، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: وأعلموا أن صحبة (محبة خ ل) العالم الخ. (10) شبه (ع) العلم بشخص كامل روحاني له أعضاء وقوى كلها روحانية بعضها ظاهرة، وبعضها باطنة، فالظاهرة كالرأس والعين والاذن واللسان واليد والرجل، والباطنة كالحفظ واللب والعقل والهمة والحكمة، وله مستقر روحاني ومركب وسلاح وسيف وقوس وجيش ومال وذخيرة وزاد ومأوى ودليل ورفيق وكلها أمور معنوية، ثم أنه عليه السلام بين انطباق هذا الشخص الروحاني بجميع أجزائه على هذا الهيكل الجسماني اكمالا للتشبيه، وأفصاحا بأن العلم إذا استقر في قلب انسان يملك جميع جوارحه، ويظهر آثاره من كل منها، فرأس العلم - وهو التواضع - يملك هذا الرأس الجسداني ويخرج منه التكبر والنخوة التي هو مسكنها، ويستعمله فيما يقتضيه التواضع من الانكسار والتخشع، فكما ان الرأس البدني بانتفائه تنتفي حياة البدن، فكذا بانتفاء التواضع عند الخالق والخلائق تنتفي حياة العلم، فهو كجسد بلا روح، ولا يصير مصدرا لاثر، وهاتان الجهتان ملحوظتان في جميع الفقرات. ________________________________________