[55] وذابلة من شدة العطش شفاهنا، وجائعة لطول المقام بطوننا، وبادية هنالك للعيون سوأتنا وموقرة من ثقل الأوزار ظهورنا، ومشغولين بما قد دهانا (23) عن أهالينا وأولادنا، فلا تضعف المصائب علينا بإعراض وجهك عنا (24) وسلب عائدة ما مثله الرجاء منا. إلهي ما حنت هذه العيون إلى بكائها، ولا جادت متشربة بمائها، ولا أسهدها بنحيب الثاكلات فقد عزائها (25)، إلا لما أسلفته من عمدها وخطائها وما دعاها إليه عواقب بلائها، وأنت القادر يا عزيز على كشف غمائها. إلهي إن كنا مجرمين فانا نبكي على إضاعتنا من حرمتك ما تستوجبه، وإن كنا محرومين فإنا نبكي إذ فاتنا من جودك ما نطلبه. (الهامش) (23) يقال: دهاه دهيا: أي أصابه أمر عظيم. (24) وفي البحار: (باعراض وجهك الكريم). (25) كذا في البحار، وفي البلد الأمين: (ولا جادت متسربة بمائها) وفي المختار العشرين: (ولا جادت منشربة بمائها، ولا أسهرها) الخ، وفي رواية القضاعي: (ولا جادت متسربة بمائها، ولا شهرت بنحيب المثكلات فقد عزائها) الخ. ________________________________________