[7] تصرف الذوات، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات. ومحرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده (4)، وعلى عوامق ثاقبات الفكر تكييفه، وعلى غوامض سابقات الفطر تصويره (5)، ولا تحويه الاماكن لعظمته، ولا تذرعه المقادير لجلاله، ولا تقطعه المقاييس لكبريائه. ممتنع عن الاوهام أن تكتنهه، وعن الأفهام أن تستغرقه، وعن الأذهان أن تمثله. قد يئست عن استنباط الإحاطة به طوامح العقول (6)، ونضبت عن الإشارة إليه بالإكتناه ________________________________________ (4) (بوارع) جمع بارع، وهو من كان فائقا في الفضيلة، معنويا كان أو كان جسمانيا. و (ثاقبات) جمع ثاقبة، وهو المتقد المضي النافذ في الأشياء الواصل إلى غوره. و (الفطن) جمع الفطنة، وهي الإدراك والفهم، أي حرام وممنوع على ذوي الإدراك النافذ والمشاعر الفائقة أن يحدوا ذاته تبارك وتعالى. (5) (العوامق) كأنها جمع عميق، وهو ما كان غوره بعيدا. و (الغوامض) جمع غامض وغامضة، وهو الذي إذا طلب شيئا يبالغ فيه ليصل إلى كنهه، وكأنه مأخوذ من قولهم (غمض السيف في اللحم) غاب فيه. (6) (طوامح) جمع طامح، من قولهم: طمح - (من باب منع) طمحا وطماحا وطموحا - كفلسا ورماحا وفلوسا - بصره إليه، أي ارتفع ونظر إليه شديدا، وطمح ببصره إليه: أي استشرف له، أي ان الأبصار المرتفعة من العقول قد يئست عن الإحاطة به تبارك وتعالى. ________________________________________