[11] - 4 - ومن كتاب له عليه السلام إلى أبي ذر الغفاري (ره) وهو منفي إلى الربذة قال سبط ابن الجوزي: روى الشعبي عن أبي أراكد قال: لما تقي أبو ذر إلى الربذة، كتب إليه علي عليه السلام: اما بعد يا ابا ذر فإنك غضبت لله تعالى فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك (1) فاترك لهم ما خافوك عليه، واهرب منهم لما خفتهم عليه (2) فما احوجهم إلى ما منعتهم، وما اغناك عما منعوك، وستعلم من الرابح غدا (3) فلو ان السماوات والارض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل له منهما مخرجا (4) لا يؤنسنك إلا الحق، ولا يوحشنك إلا الباطل، ________________________________________ (1) وفى رواية الكليني (ره) بعده هكذا: (فأرحلوك عن الفناء، وامتحنوك بالبلاء) الخ. (2) وفى نهج البلاغة: (فأترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب بما خفتهم عليه) الخ. (3) وفى النهج بعده هكذا (والاكثر حسدا) الخ، ومثل النهج في صحيفة الرضا في جميع المواضع. (4) قوله (ع): (رتقا أي مغلقتان ومسدودتان. وقوله: (ولو) (قرضت الشئ) من باب التفعيل -: قطعته. أو أنه من باب الافعال، وسقطت الالف من النسخة، يقال: أقرضه: أخذ منه القرض - على زنة الفلس والحبر - وهو ما تعطي من المال غيرك بشرط ان يعيده عليك بعد أجل معلوم، والجمع: قروض. ________________________________________