[8] - 2 - ومن كتاب له عليه السلام إلى سلمان الفارسي رضوان الله عليه، كتبه إليه قتل أيام خلافته، حينما كان سلمان واليا على المدائن. أما بعد فإن الدنيا مثلها مثل الحية، لين مسها قاتل سمها (1) فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها (2) وضع عنك همومها لما أيقنت [به] من فراقها [وتصرف حالاتها] وكن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها (3) فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور اشخصته عنه إلى ________________________________________ (1) ومثله في المختار (36) من قصار كلمه (ع) في نزهذ الناظر، وفى الحكمة الخالدة: (يقتل سمها) الخ. وفى تنبيه الخواطر: (مثل الدنيا مثل الحية، يلين مسها ويقتل سمها) الخ. وفى الارشاد: (لين مسها، شديد نهشها) الخ. والنهش - على زنة فلس -: النهس لفظا ومعنى. أو النهش - بالجعمة -: الاخذ بالاضراس، وبالمهملة: هو الاخذ بمقدم الاسنان. (2) وفى الحكمة الخالدة: (فأقلل ما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، ودع غمك بهمومها لما أيقنت من فراقها) الخ. (3) وفى تنبيه الخواطر: (وكن أسر ما تكون فيها) الخ. و (آنس) حال من الضمير المستتر في (كن) أو في (أحذر) و (أحذر) خبر لقوله: (كن) أي فليكن أشد حذرك من الدنيا في حال شدة سرورك وأنسك بها. ________________________________________