[417] يا نوف شيعتي والله الحكماء العلماء بالله ودينه، العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبه، أنضاء عبادة، أحلاس زهادة (3) صفر الوجوه من التهجد، عمش العيون من البكأ، ذبل الشفاه من الذكر، خمص البطون من الطوى (4) تعرف الربانية في وجوههم، والرهبانية في سمتهم (5) مصابيح كل ظلمة، وريحان كل قبيل، لا يشنؤن من المسلمين سلفا ولا يقفون لهم خلفا (6) شرورهم مكنونة (7) وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة ________________________________________ (3) أنضاء عبادة: مهزولون من أجل العبادة، وهو جمع (نضو) - كحبر - وهو من الحيوان: المهزول. ومن الثياب: البالي. ومن السهام: الفاسد لكثرة الرمي به. و (أحلاس زهادة): ملازموها. أي انهم معرضون وراغبون عن متاع الحياة الدنيا، وملازمون لزهادة لا يبرحون عنها. (4) عمش - كقفل -: جمع أعمش، وهو من كان بصره ضعيفا مع سيلان دمعه في أكثر الاوقات. وذبل - كعنق - جمع الذابل، وهو الذي جف لسانه وشفتاه. و (خمص) - كقفل كأنه جمع خميص، وهو ظامر البطن، وفارغ البطن من الطعام. والطوى - على زنة العصى -: الجوع يقال: طوى الرجل: تعمد الجوع وقصده. (5) الرهبانيه - بفتح الراء وضمها -: خوف الله. والسمت - كفلس -: الهيئة والطريقة. (6) هذا هو الظاهر من السياق، وهنا في نسخة البحار تصحيف، أي لا يبغضون اسلاف المؤمنين الذين سبقوا بالايمان واستقاموا عليه. والفعل من باب (منع وعلم). (7) وفي نسخة البحار: (فشرورهم مكنونة) والمراد بمكنونية الشرور، هو عدم صدورها منهم فبقيت في أنفسهم. (نهج السعادة ج 3) (م 27) ________________________________________