[16] ليسهل تناوله لمن أراد قسما خاصا منه، فمن أراد العثور على خصوص ما صدر عنه عليه السلام في أيام النبي صلى الله عليه وآله بمجرد ما افتتح الكتاب ونظر إلى عنوان الكلام يستعلم منه بغيته، ويستنتج محل طلبته، ومن فوائد هذا الاختيار أن يكون الكتاب كترجمة لحياة أمير المؤمنين عليه السلام مأخوذة من بيانه ومتلقاة عن فمه ولسانه، فيكون مقياسا به يميز صواب ما ذكروه في ترجمته عن خطائه، ويكون ميزانا به يوزن ما نسبوه إليه أو نفوه عنه، فيقبل ما يوافقه ويرد ما يخالفه، كل ذلك بعد ملاحظة شرائط الحجية. هذا كله إذا كان زمان الصدور معلوما إما تحقيقا أو تقريبا، وأما الكلام الذي لم يعلم وقت صدوره ولو تقريبا فنؤخره عن معلوم الصدور، ونصوغه بصياغة مفردة مستقلة، وننسج له كساءا على حدة، والمرجو من أهل النظر وأولي العلم والتحقيق أن يغمضوا عما كل عنه الفكر، أو طغى به القلم، أو أثبته نظر السهو والنسيان، فإني لم أقصر بحسب طاقتي وميسوري عن تحري الصواب، والتجنب عن الزلل والخطاء، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وبه استعنت (13). ________________________________________ (13) ومما يجب التنبيه عليه في الختام انا مثل بقية المؤلفين في عصرنا نزيد في بعض المقامات كلمة أو جملة أو شبههما ونضعها بين المعقوفين، وذلك إما للتوضيح والتبيين، أو لوجودها في طريق آخر للرواية، أو لتوقف صحة الكلام أو تزيينه عليها، فكل ما وضعناه بين المعقوفين أو المعقوفات، فهو زيادة منا إلا ما ننقله من كتاب صفين لنصر بن مزاحم فإن بعضه مما زاده محمد هارون محقق طبعة مصر. ________________________________________