[60] حبسه أبو أحمد الموفق بالله المتوفى 278 مرتين مرة لكفالته بعض أهله. ومرة لسعاية عليه من أنه يريد الخروج على الخليفة فكتب إليه من الحبس: قد كان جدك عبد الله خير أب * لابني علي حسين الخير والحسن فالكف يوهن منها كل أنملة * ما كان من أختها الأخرى من الوهن فلما وصل إليه الشعر كفل وخلى سبيله، فلقيه أبو علي وقال له: قد عدت إلى وطنك الذي تلذه، وإخوانك الذين تحبهم. فقال: يا أبا علي ؟ ذهب الأتراب والشباب والأصحاب وأنشد: هبني بقيت على الأيام والأبد * ونلت ما شئت من مال ومن ولد من لي برؤية من قد كنت آلفه * وبالشباب الذي ولى ولم يعد لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم * حتى تفرق بين الروح والجسد (1) ومن نماذج شعره قوله: بين الوصي وبين المصطفى نسب * تختال فيه المعالي والمحاميد كانا كشمس نهار في البروج كما * أدارها ثم أحكام وتجويد كسيرها انتقلا من طاهر علم * إلى مطهرة آبائها صيد تفرقا عند عبد الله واقترنا * بعد النبوة توفيق وتسديد وذر ذو العرش ذرا طاب بينهما * فانبث نور له في الأرض تخليد نور تفرع عند البعث فانشعبت * منه شعوب لها في الدين تمهيد هم فتية كسيوف الهند طال بهم * على المطاول آباء مناجيد قوم لماء المعالي في وجوههم * عند التكرم تصويب وتصعيد يدعون أحمد إن عد الفخار أبا * والعود ينسب في أفنائه العود والمنعمون إذا ما لم تكن نعم * والذائدون إذا قل المذاويد أوفوا من المجد والعلياء في قلل * شم قواعدهن الفضل والجود ما سود الناس إلا من تمكن في * أحشائه لهم ود وتسويد سبط الأكف إذا شيمت مخايلهم * أسد اللقاء إذا صيد الصناديد (1) مروج الذهب 2 ص 323، وفي طبعة 414، أنوار الربيع ص 481. ________________________________________