[411] طريقك ضال، فسبحانك ما أبين كرمك في معاملة من أطاعك أو عصاك، تشكر للمطيع ما فبفضلك، تشكر يسير ما شكرت به، وتثيب على قليل ما تطاع فيه، حتى كأن شكر عبادك الذي أوجبت عليهم ثوابهم، وأعظمت عنه جزائهم، أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم، أو لم يكن سببه بيدك فجازيتهم، بل ملكت يا إلهي أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك، وأعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك، وذلك أن سنتك الافضال، وعادتك الاحسان، وسبيلك العفو، فكل البرية معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت، وشاهدة بأنك متفضل على من عافيت، وكل مقر على نفسه بالتقصير عما استوجبت، فلو أن الشيطان يختدعهم عن طاعتك، ما عصاك عاص، ولولا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق، ما ضل عن ________________________________________