[65] وهب أنا غاضينا الراوي على عود الرجل إلى ما كان بعد نزول الآية الكريمة، لكن ذلك لا يجديه نفعا يزيح عنه وصمة ضعف الرأي وقوة الرعونة فيه، نعم: كان يجديه لو لم يعبأ بتلكم الضلالة، أوانه عدل عنها بقوة التفكير لا بتوبيخ الوحي الإلهي، وليته لم يعدل فإنه عدل إلى ما عرفت من سيرته في الصدقات، وجاء يخضم مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع. - 49 - الخليفة لا يعرف المخلص من النار أخرج ابن عساكر في تاريخه 2: 58 من طريق أحمد بن محمد أبي علي بن مكحول البيروتي قال: مر عمر على عثمان بن عفان فسلم عليه فلم يرد عليه السلام فجاء عمر إلى أبي بكر الصديق فقال: يا خليفة رسول الله ! ألا أخبرك بمصيبة نزلت بنا من بعد رسول الله ؟ قال: وما هي ؟ قال: مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي السلام. فقال أبو بكر: أو كان ذلك ؟ قال: نعم. فأخذ بيده وجاء إلى عثمان فسلما عليه فرد عليهما السلام. فقال أبو بكر: جاءك عمر فسلم عليك فلم ترد عليه ؟ فقال: والله يا خليفة رسول الله ! ما رأيته. قال: وفي أي شئ كانت فكرتك ؟ قال: كنت مفكرا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فارقناه ولم نسأله: كيف الخلاص والمخلص من النار ؟ فقال أبو بكر: والله لقد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرني فقال عثمان: ففرج عنا قال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تمسكوا بالعروة الوثقى قول لا إله إلا الله. قال الأميني: أكان في أذن الرجل وقر على عهد النبوة عما كان يتهالك دونه رسول الله صلى الله عليه وآله ويهتف به آناء الليل وأطراف النهار منذ بدء البعثة إلى أن لقي ربه من الإشادة بكلمة التوحيد، وإن الاخلاص بها هو المنقذ الفذ، والسبب الوحيد للنجاة من الهلكة التي من ورائها النار، وإن من يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى (1) فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى (2) والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة (3) وإنه من يشرك بالله فقد ________________________________________ (1) سورة لقمان: 22. (2) سورة البقرة: 256. (3) سورة البقرة: 82. ________________________________________